الأب فورتوناتو، بعد 800 عام نفس رسالة الحوار والسلام
تنظر الأسرة الفرانسيسكانيَّة "باهتمام شديد" إلى الزيارة التي سيقوم بها البابا فرانسيس إلى مصر يومي السبت والأحد والتي ستستمِر ليومين. "تأتي هذه الزيارة في جوٍ من التوتُّرات الدبلوماسيَّة، والحروب والأعمال الإرهابيَّة ولتستدعي إلى الواجهة شخصيَّة أخرى. إنَّه القديس فرانسيس"، يوضِّح الأب إنسو فورتوناتو، المتحدِّث الرسمي للدير الأسِّيزي المقدَّس. "في شهر يونيو من عام 1219 أبحر القديس فرانسيس الأسيِّزي إلى الشرق حيث وصل إلى مدينة دمياط ليلتقي سلطان مصر الملك الكامل، حفيد صلاح الدين؛ وهو الاسم الذي كان يعرفه الغرب للسلطان صلاح الدين الأيوبي، مؤسِّس الدولة الأيوبيَّة وسلطان مصر وسوريا في العقود الأخيرة من القرن الثاني عشر.
كان هو من فتح القدس في عام 1187، فلم يكن فقط قائدًا عظيمًا فحسب ولكن كان سياسيًا قديرًا حيث تمكَّن من التوصُّل إلى حلٍ وسط مع القوات المسيحيَّة التي هُزِمَت في فلسطين"، وذكر وأورَد أيضًا المصادر المختلفة، "فرانسيس وغيره"، التي تؤكِّد حدوث هذا اللِّقاء بين القديس فرانسيس والسلطان. "ما توصَّل إليه القديس فرانسيس بعد ذلك، إضافة إلى رفضه البات لإرسال حملة صليبيَّة ولطرُق التحارب الأخرى، مذكور في نص الحُكم غير المعتمَد في عام 1221 والذي تمَّ مراجعته والموافقة عليه من قِبَل البابا حيث تمَّ تحديد الطريقة التي سيذهب بها القديس فرانسيس بين المسلمين الشرقيين.
"لقد كان القديس الأسيزي رجل سلام - يؤكِّد الأب إنسو-: كل ما كان يحلم به أظهره حقيقةً في حياته وبكل الطرق، فقد وصل إلى السلطان وأعلن له رغبته في نشر سلام المسيح وهو ليس الأمر الوحيد الذي يقدِّمه للعالم. لم يكن هناك فقط من أجل السلطان: ولكنَّه كان هناك أيضًا من أجل الصلبيين الذين كانوا في أمسِّ الحاجة إلى مثال يحتذى به في الحياة المسيحيَّة. الحضور والشهادة: هذه كانت الخطوط الروحيَّة والتاريخيَّة الواضحة لهذه المبادرة الخالدة".
"وعلى هذا الدرب - يضيف الأب - يتحرَّك الآن البابا فرانسيس"، أوَّل بابا في التاريخ يحمل نفس اسم القديس الأسِّيزي. "أنا بنفسي سأذهب إلى مصر لأمشي على نفس الدرب - يقول الأب إنسو -. لقد قمنا بهذا الأمر من قبل مع الوصي ماورو جامبيتَّي في الشهور الماضية حيث التقينا مع ممثِّلي الحكومة والمجتمَع المدني للتحضير لخطوة 2019 القادمة. في الحقيقة يفتتح هذا اللِّقاء رمزيًا الذكري الـ 800 للمصافحة والعناق بين المسحيين والمسلمين".
"إنَّه لقاء يبدو، للأسف، كانَّه يأتي في "أجواء العصور الوسطى" حيث يتمُّ قطع الرؤوس والأعناق ويتحارب الناس باسم الرب.
نحن لا نريد أن ننزلق مرَّة أخرى إلى العصور الوسطى بل نرغب في فتح أبواب ومسارات راسخة للحوار والاحترام المتبادل"، وهذا ما اختتم به المتحدِّث الرسمي باسم الدير المقدَّس.
Cari amici la rivista San Francesco e il sito sanfrancesco.org sono da sempre il megafono dei messaggi di Francesco, la voce della grande famiglia francescana di cui fate parte.
Solo grazie al vostro sostegno e alla vostra vicinanza riusciremo ad essere il vostro punto di riferimento. Un piccolo gesto che per noi vale tanto, basta anche 1 solo euro. DONA